مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 14 و20 كانون الثاني/يناير 2018

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الهند
نحو إقامة محور إقتصادي مشترك بين الهند و"إسرائيل"
يتوقع الخبراء أن يقوم "محور" إقتصادي بين الكيان اليهودي "إسرائيل" والهند عقب الزيارة التي قام بها مؤخراً رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو للهند، والتي جاءت في أعقاب زيارة كان قام بها رئيس حكومة الهند لفلسطين المحتلة العام الفائت، مع العلم أن رئيس الحكومة الهندية ناراندرا مودي Narendra Modi يُعتبر من أكثر السياسيين الهنود تقرباً من اللوبي اليهودي العالمي.
والمعروف أن الهند هي من كبار زبائن المنظومات الحربية "الإسرائيلية"، وخاصة في مجال الطائرات دون طيار، على أنه بات من المتوقع أن يتسع نطاق التعاون اليهودي الهندي ليشمل قطاعات أخرى وبصورة خاصة الزراعة.
والمعروف أن لـ"إسرائيل" علاقة إقتصادية وتكنولوجية وثيقة مع الصين، ولو أن هذه العلاقة بعيدة عن الأضواء إجمالاً (وذلك من أجل أن يتجنب اليهود إثارة غضب الأميركيين)، والمعروف أيضاً أن الهند تتطلع حالياً إلى منافسة الصين على الصعيد الإقتصادي، وخاصة في المجال التكنولوجي. ومن هنا فإن السؤال هو ما إذا كانت "إسرائيل" تسعى إلى أن يكون لها شريكين أساسيين في جنوبي شرقي آسيا – الهند والصين – أم أنها تتطلع إلى دعم الهند على حساب الصين، وذلك بالنظر إلى أنه من الأسهل على اليهود ممارسة سياسة الضغط والإبتزاز ضد الهند، في حين أن إمكاناتهم في هذا المجال تبقى محدودة بعض الشيء بالنسبة إلى الصين... إشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين "إسرائيل" والهند بلغ 4.5 بليون دولار في 2016 (كان بقيمة 200 مليون دولار فقط سنة 1992) في حين أن التبادل التجاري بين الكيان اليهودي والصين وصل إلى 11.3 بليون دولار في 2016. ويبدو من المؤكد أن التبادلات التجارية بين "إسرائيل" والهند سوف تتنامى في السنوات القادمة، لكن السؤال هو حول مدى تطور العلاقة التجارية بين الصين واليهود، حيث أن بعض اليهود قد لا يكونون راضين من تعزز الإقتصاد الصيني، وبصورة خاصة من تعزز القطاع المالي الصيني، ويرون في الأمر تهديداً للمصالح المالية اليهودية على المدى البعيد، ومن هنا فقد يميلون إلى "المراهنة" على الهند كبديل للصين بالنسبة إلى "إسرائيل"...
هذا، وقد تم التوقيع على تسع صفقات رئيسية بين شركات هندية و"إسرائيلية" بمناسبة زيارة نتن ياهو للهند، وأبرز الشركات الهندية في تلك الصفقات هي مجموعة تاتا Tata الصناعية المتعددة العملاقة (في مجال أنظمة إستخراج المياه من الهواء،) وشركة أشوك ليلاند Ashok Leyland للشاحنات (في مجال تطوير البطارياات المستعملة في المركبات).
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
فضيحة صينية برسم إدارة ترامب بعد الفضائح الروسية بطلاها صهر وإبنة الرئيس اليهوديين
ما زالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب Donald Trump غارقة في إنعكاسات إتصالات الحملة الإنتخابية لهذا الأخير مع الروس، مع كل ما يمكن أن تسفر عنها مفاعيل تلك الإتصالات من نتائج دستورية قد تصل إلى حدّ العزل impeachment ...
على أن هذه القضية ليست الوحيدة التي تهدد مصير ترامب والمقربين منه في الإدارة الأميركية، حيث يبدو أن ثمة فضيحة جديدة تلوح بالأفق وتتعلق هذه المرة بالصين، مع تورط إبنة الرئيس إيفانكا Ivanka المعتنقة اليهودية وزوجها اليهودي جاريد كوشنير Jared Kushner على نحو مباشر، ومع التذكير بأن الإثنين يضطلعان بدور المستشارين الأساسيين في إدارة البيت الأبيض.
فلقد ذكرت صحيفة الوول ستريت جورنال ًWall Street Journal أن السلطات الأمنية الأميركية حذرت جاريد كوشنير من أن إحدى الصديقات المقربات له ولزوجته إيفانكا قد تكون تستغل هذه العلاقة لمساعدة الحكومة الصينية. الصديقة المقصودة هي واندي دينغ موردوخ Wendi Deng Murdoch، الزوجة السابقة لعملاق الإعلام المعروف روبيرت موردوخ Rupert Murdoch (المذكور ليس يهودياً، لكن علاقة قوية جداً تربطه باللوبي اليهودي العالمي...) والذي تطلّقت منه في 2013. وهي صينية الأصل، وما زالت على صلة وثيقة بوطنها الأصلي.
وبالإستناد إلى صحيفة الوول ستريت جورنال، فإن واندي دينغ موردوخ ناشطة في قطاع الأعمال، وتسعى حالياً بقوة إلى تحقيق مشروع عقاري كبير في العاصمة الأميركية واشنطن، وهذا المشروع يحظى بدعم وتمويل الحكومة الصينية، ولذا فإنها بحاجة لدعم إلفانكا وجاريد كوشنير...
وقد بندرج هذا التطور في سياق العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، علماً بأن الصين تُعتبر الداعمة الأولى لكوريا الشمالية إياها... كما لا بد من الإشارة إلى الخلافات التجارية المستحكمة بين الصين وأميركا...
ومن هنا، فإن أمر العلاقة الوثيقة بين كوشنير وزوجته إيفانكا مع المطلقة الصينية لروبيرت موردوخ يمكن أن يكون مصدر إحراج شديد للإدارة الأميركية، مع العلم أنه كان لكوشنير دور مهم أيضاً في التسبب بالـ"فضائح الروسية" لترامب، ومع التذكير بأن العلاقات التجارية والأمنية بين الصين و"إسرائيل" تُعتبر جيدة للغاية، ولو بعيداً عن الأضواء – علماً بأن شركات "إسرائيلية" تورطت أكثر من مرة في بيع أسرار تكنولوجية أميركية بالغة الحساسية إلى الصين...
وقد تأتي الأيام القليلة القادمة بمعطيات جديدة ليتبين ما إذا كانت لهذه الصداقة المشبوهة أثرها الحقيقي على مسار السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، في ظل سعي خصوم ترامب إلى إستغلال أية هقوة أو نقطة ضعف تبدر منه، أم أنه سيقى مجرد تطور غير ذي أهمية كبيرة وحسب...
اليهود يسعون إلى جعل قتيل يهودي رمزاً للشهادة في حركات الشذوذ...
عثر في أوائل العام الحالي على جثة شاب في العشرين من العمر قتل طعناً بالسكين. وقد تبين من التحقيقات التي أجريت أن القتيل يهودي لواطي، وأن القاتل شاب كاثوليكي ذا ميول محافظة. ولم تتضح ملابسات حادثة القتل بعد، ولكن بعض المعلومات تقول أن اليهودي اللواطي القتيل حاول تقبيل الشاب الكاثوليكي، الأمر الذي أثار غضب هذا الأخير البالغ وحمله على القيام بعملية الطعن حتى الموت, بمعنى أنها جريمة قتل "عادية" تندرج في سياق عشرات العمليات المماثلة، وهي طبعاً تتطلب أن تنظر المحاكم المختصة بها وتصدر حكمها فيها، لا أكثر ولا أقل...
على ان يهود أميركا يعملون حالياً على جعل القتيل اللواطي بمثابة "رمز" حركة الشاذين في أميركا، و"شهيداً" لهذه الحركة – حركة الشاذين تضم اللواطيين والسحاقيات والمزدوجي السلوك الجنسي والمتحولين جنسياً "أل جي بي تي" LGBT، وهي حركة قوية للغاية في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الغربية، وتحظى إجمالاً بدعم قوي من جانب اللوبي اليهودي، أسوة بما هو الأمر عليه مع غالبية الحركات الداعية إلى ممارسة الشواذ الخلقي وفساد السلوك الإجتماعي.
وسوف تتمثل النتيجة العملية لهذا التطور بتوثيق أكبر للصلة القائمة بين الشاذين واليهود في أميركا وربما في العالم، في حين بات من المشكوك فيه أن يحظى الشاب الذي قتل اللواطي اليهودي بمحاكمة عادلة بعيداً عن الضغوط، بل الأرجح هو أنه سيلقى أقصى العقوبات التي ينص عليها القانون الجزائي في ولاية كاليفورنيا، حيث جرت عملية القتل...
اللوبي اليهودي في الأرجنتين
إشتداد الضغوط اليهودية على الأرجنتين في سياق قضية ملابسات موت مدعي عام يهودي قبل ثلاث سنوات
تقدم أربع أعضاء من الكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية (نائبان وشيخين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي) بمشروع توصية تدعو الأرجنتين إلى إجراء "تحقيق كامل وعادل" حول ملابسات وفاة المدعي العام الأرجنتيني اليهودي ألبيرتو نيسمان Alberto Nisman في 18 كانون الثاني/يناير 2015، حين كان هذا الأخير قد وجد ميتاً في وقت نحقيقه بحادثة تفجير لمركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس حصل سنة 1994. وكان نيسمان يتهم رئيسة الأرجنتين حينها السيدة كريستينا فيرنانديز كيرشنير Cristina Fernandez de Kirchner ووزير خارجيتها بالتنسيق مع السلطات الإيرانية من أجل "إخفاء دلائل تورط إيران وحزب الله في التفجير"؛ وقد وُجد نيسمان قتيلاً من طلقة نارية في منزله الذي كان مغلقاً من الداخل، وتوصلت التحقيقات الأولى إلى أنه كان قد إنتحر، إلى أن صدر قرار قضائي في كانون أول/ديسمبر 2017 أكد أنه قتل ولم ينتحر...
ويُنتظر أن يوافق مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان على مشروع التوصية بشبه الإجماع إرضاءاً زإذعاناً للوبي اليهودي، علماً أن صدور مثل هذه التوصية سيكون بمثابة تدخل أميركي سافر في الشؤون الداخلية – وتحديداً في الشؤون القضائية – لبلد ذي سيادة وإستقلال هو الأرجنتين... وتندرج التوصية المقترحة في سياق الضغوط التي يمارسها اليهود على بلدان العالم من أجل جعلها تتخذ مواقف عدائية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن حزب الله في لبنان.
إشارة أخيرة إلى أنه لم يكن لإيران ولا لحزب الله أية مصلحة في تفجير المركز اليهودي في بوينس أيريس سنة 1994، مع العلم أن الجهات المعادية لليهود قوية جداً في الأرجنتين التي إستضافت عدداً كبيراً من المسؤولين الألمان السابقين عقب الحرب العالمية الثانية، - بمن فيهم المسؤول في الحزب القومي الإشتراكي "النازي" أدولف إيخمان Adolf Eichmann الذي إختطفه اليهود من منزله في هذا البلد (الأرجنتين) سنة 1960 إنتهاكاً منهم لجميع التشريعات الدولية قبل أن يقتلوه بفلسطين المحتلة في 1962 - .
كذلك لا بد من الإشارة إلى أنه تبين لاحقاً من خلال تسريبات الـ"ويكيليكس" Wikileaks أن نيسمان القتيل أو المنتحر كان ينسق في تحقيقاته مع وكالة الـ"سي آي إي" CIA الأميركية، (والأرجح مع الوكالات اليهودية المختلفة أيضاً...)، وذلك خلافاً للقواعد البديهية التي تحكم سلوك العمل القضائي الذي يجب أن يتصف بالإستقلالية التامة، وخاصة إزاء الجهات الخارجية...
اللوبي اليهودي في بريطانيا
نادي تشلسي لكرة القدم ينظم حملات لـ"محاربة العداء للسامية"...
يُعتبر نادي تشلسي Chelsea Football Club البريطاني الشهير لكرة القدم من أبرز ممتلكات المضارب اليهودي الروسي الأصل رومان أبراموفيتش Roman Abramovich ، وذلك منذ سنة 2003 . غير أن أنصار النادي المذكور لا يحبون اليهود، ويتجلى هذا الأمر بالهتافات "المعادية للسامية" التي يطلقها هؤلاء الأنصار خلال المباريات، وخاصة حين يكون هناك لاعبين يهود في الفريق المنافس... (ظاهرة عداء محبي لعبة كرة القدم لليهود لا تقتصر على أنصار فريق تشلسي فقط، بل تشمل أنصار العديد – وربما الأكثرية –من نوادي كرة القدم في أوروبا، وهذه الظاهرة تندرج في سياق تزايد الوعي الشعبي في العالم إزاء حقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية...).
ومن أجل معالجة هذه المفارقة، أطلقت إدارة النادي مبادرة جديدة للتصدي للـ"عداء للسامية" بين صفوف أنصار ولاعبي الفريق، وذلك على شكل تنظيم ورشات عمل حول الثقافة اليهودية في المدارس الإبتدائية، مع ترتيب دورات "توجيهية" لأنصار النادي الذين إتهموا بالقيام بأعمال "معادية للسامية"، وكل ذلك بالتنسيق والتعاون التام مع جهات يهودية مثل المتحف اليهودي في لندن أو جماعات تعمل على إحياء خرافة المحرقة "الهولوكوست" التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها على أيدي الألمان وحلفائهم خلال الحرب العالمية الثانية...
إعداد: نديم عبده.