مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 4 و10 شباط/فبراير 2018

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
الحزب الجمهوري يفشل في منع ترشيح "معادٍ للسامية وناكر للهولوكوست" للكونغرس
تقدم السيد آرثر جونز Arthur Jones بالترشح للإنتخابات التمهيدية لتحديد المرشح الجمهوري لمجلس النواب الإتحادي الأميركي في إحدى دوائر مدينة شيكاغو، وتشير أحدث الأنباء إلى أنه سيفوز بالتزكية بهذا الترشيح بالنظر إلى أن الدائرة المذكورة لا تجذب الجمهوريين كثيراً لأن الغالبية الساحقة من الناخبين فيها يصوتون عادة لصالح الحزب الديموقراطي. وعلى الرغم من هذا، فلقد أعرب رئيس الحزب الجمهوري في ولاية إيلينوي – حيث مدينة شيكاغو – عن أسفه لعدم تمكنه من منع السيد جونز من الترشح؛ أما السبب، فهو أن السيد آرثر جونز قد صرح أكثر من مرة أن "الهولوكوست" أو القتل الجماعي المزعوم الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية يمثل "أكثر الأكاذيب إسوداداً في التاريخ" وأنه بمثابة الـ"خوّة" racket لإستنزاف الأموال. كما أعرب عن أسفه لأنه صوّت لدونالد ترامب في إنتخابات 2016 الرئاسية، وذلك بعد أن أحاط الرئيس الأميركي نفسه بيهود... (هذا الرأي الأخير هو لسان حال العديد من المنتمين إلى تيار اليمين المتطرف في الولايات المتحدة بالوقت الحاضر، مع التذكير بأن هذا التيار أيّد بقوة ترامب، وكان هذا التأييد من العوامل الأساسية التي أدت إلى فوزه بالإنتخابات...).
وقد أجرت محطة سي أن أن CNN مقابلة مع السيد آرثر جونز أصرّ فيها على رأيه حول "الهولوكوست" المزعوم، مؤكداً أن كلّ ما يقوله بهذا الصدد مثبت بالأدلة التاريخية، علماً أن الصحافية التي أجرت المقابلة كانت تدأب على مقاطعته والإعتراض على أقواله طول الوقت، منتهكة بلك أبسط آداب التهذيب لدى إستضافة ضيف ما في برنامج تلفزيوني... غير أن المرجح أن ياتي إنعكاس هذه المقابلة مناقضاً تماماً لما تمناه من قرر إجراءها، بحيث تؤدي إلى توعية جمهور المشاهدين لحقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية وخرافة "الهولوكوست" المزعوم، وذلك ليس في الدائرة الإنتخابية التي قدم السيد آرثر جونز ترشيحه فيها، وإنما على صعيد الولايات المتحدة ككل بالنظر إلى مدى التغطية التي تحظى بها محطة سي أن أن...
هذا، ومن المشكوك فيه أن يفوز السيد آرثر جونز بالمقعد النيابي في الإنتخابات النيابية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، (ولو أنه سيفوز بالتزكية على الأرجح في الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري،) خاصة وأن الحزب الجمهوري هذا لن يقدم له أي شكل من أشكال الدعم، خشية إزعاج اللوبي اليهودي، على أن مجرد تقدمه بالترشيح وإطلاقه هذه المواقف مع تمسكه بها يشكل ظاهرة إيجابية تنمّ عن إزدياد الوعي الشعبي الأميركي إزاء حقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية وإزاء خرافة الهولوكوست، فضلاً عن أن السيد آرثر جونز ليس الوحيد بتلك القناعات في أميركا، بل أن الإتجاه إلى تعزيز هذا الوعي الشعبي إزاء خطورة المافيا الإحتكارية اليهودية هو في تصاعد مستمر بالولايات المتحدة...
اللوبي اليهودي في بولندا
بولندا متمسكة بقانون الهولوكوست الخاص بها
إستكمالاً للخبر حول إصدار بولندا لقانون يحظر إتهامها بالمشاركة في الهولوكوست المزعوم، فلقد ألغت الدولة البولندية دعوة سابقة لزيارتها كانت وجهتها إلى وزير التربية "الإسرائيلي" بعد أن صرح هذا الأخير أنه يعتزم التحدث حول هذا القانون، وحول "المسؤولية البولندية" إزاء الأمر. كما أن رئيس الجمهورية البولندي وضع توقيعه على مشروع القانون الذي أصبح بالتالي موضع التطبيق الفعلي.
ولعل الأكثر مثارة للسخرية أن اليهود إستنكروا الموقف البولندي واصفين إياه بأنه يأتي مناقضاً لحرية الرأي والبحث التاريخي؛ من الناحية المبدئية والنظرية، لا بد من الإعتراف أن اليهود على حق في هذا إلى حدّ ما، ولكن ومن الناحية العملية، فإن اليهود أنفسهم هم من إبتكر هذا الأسلوب المناقض لـ"حرية الرأي والبحث التاريخي" حين فرضت اللوبيات اليهودية في العديد من بلدان العالم، وبصورة خاصة في أوروبا، سنّ قوانين تحظر حظراً تاماً ومطلقاً مجرد البحث في حقيقة وقائع وأرقام الهولوكوست الخرافي المزعوم، مع فرض عقوبات صارمة يمكن أن تصل إلى حدّ السجن عدة سنوات على كل من يخالف هذه الفرامانات...
اللوبي اليهودي في بريطانيا
مشجعو فريق تشلسي لكرة القدم متمسكون برفض التبعية للمافيا الإحتكارية اليهودية
إستكمالاً للخبر حول إطلاق نادي تشلسي Chelsea البريطاني لكرة القدم حملة "توعية" لـ"مكافحة العداء للسامية" لدى مشجعيه، ردّ هؤلاء بعد مرور بضعة أيام فقط على الإعلان عن الحملة بأن أنشدوا أغاني وشعارات "معادية للسامية" في المباراة الأولى التي خاضها النادي عقب هذا الإعلان، معربين بذلك عن رفضهم المطلق للحملة التي تنمّ عن خضوع إدارة النادي التام لمشيئة اللوبي اليهودي...
وقد أعربت عدة جهات يهودية في بريطانيا عن صدمتها العميقة إزاء ردة الفعل الشعبية تلك...
صحيفة بريطانية تتهم جورج سوروس بتنظيم مؤامرة سرية من أجل إسقاط الـ"بريكسيت" إتهمت صحيفة الـ"دايلي تلغراف" The Daily Telegraph البريطانية المضارب اليهودي من أصل مجري المعروف جورج سوروس George Soros بتدبير "مؤامرة" منظمة ومركزة لإسقاط خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي "بريكسيت" Brexit تأخذ شكل حملة
للمطالبة بإجراء إستفتاء جديد بهذا الشأن يلغي نتائج الإتسفتاء الأول بهذا الشأن الذي كان قد أجري في 2016؛ كما ذكّرت الصحيفة بالمضاربة التي قام بها سوروس على العملة البريطانية الجنيه الإسترليتي في 1992، والتي كانت أدت حينها إلى إنهيار قيمة هذه العملة، مع إلحاق خسائر فادحة بالإقتصاد البريطاني، وبالمقابل تحقيق سوروس أرباح قدرت بنحو 1 بليون دولار أميركي...
وقد إستاءت عدة جمعيات يهودية من هذا المقال، ووصفته بالـ"معادي للسامية" على أساس أن سوروس يهودي، وأن الصحيفة إستعملت عبارة "مؤامرة" plot ، وهي عبارة طالما يتم ربطها بالمافيا الإحتكارية اليهودية... في حين أن إحدى الجماعات البريطانية المتخصصة بمراقبة مظاهر "العداء للسامية" أنكرت صفة "العداء للسامية" عن الدايلي تلغراف، ولو أنها أعربت عن أسفها لإختيار عبارة "مؤامرة" كعنوان للمقال...
المهم بنظر اليهود، أي كانت ميولهم من يسارية أو يمينية، أن لا يتعرض أي يهودي، يسارياً كان مثل سوروس نفسه أو يمينياً، إلى أية إساءة، ولو من باب مجرد التلميح...
اللوبي اليهودي في الأرجنتين
الأرجنتين تذعن للضغوط اليهودية وتقرر التعاون مع واشنطن لـ"مكافحة حزب الله" في لبنان
أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيللرسون Rex Tillerson بمناسبة زيارة قام بها للعاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس أن الولايات المتحدة ستتعاون مع الأرجنتين من أجل "مكافحة حزب الله" في لبنان، وخاصة في مجال مراقبة النشاطات المالية للحزب...
ويأتي هذا التطور بعد مدة قصيرة على تقديم مشروع توصية في الكونغرس الأميركي تدعو الأرجنتين إلى إجراء "تحقيق كامل وعادل" حول ملابسات وفاة المدعي العام الأرجنتيني اليهودي ألبيرتو نيسمان Alberto Nisman في 18 كانون الثاني/يناير 2015، حين كان هذا الأخير قد وجد ميتاً في وقت نحقيقه بحادثة تفجير لمركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس حصل سنة 1994. وكان نيسمان يتهم رئيسة الأرجنتين حينها السيدة كريستينا فيرنانديز كيرشنير Cristina Fernandez de Kirchner ووزير خارجيتها بالتنسيق مع السلطات الإيرانية من أجل "إخفاء دلائل تورط إيران وحزب الله في التفجير"؛ وقد وُجد نيسمان قتيلاً من طلقة نارية في منزله الذي كان مغلقاً من الداخل، وتوصلت التحقيقات الأولى إلى أنه كان قد إنتحر، إلى أن صدر قرار قضائي في كانون أول/ديسمبر 2017 أكد أنه قتل ولم ينتحر... (راجع تقريرنا لـ14-20 كانون الثاني/يناير 2018).
ومن البديهي أن يتم الربط بين التطورين، ولو أن لا دليل رسمي حول وجود مثل هذا الترابط.
اللوبي اليهودي في كندا
تداعيات موت الزوجين اليهوديين باري وهوني شيرمان مستمرة
قبل نحو من شهرين، عثر على الزوجين اليهوديين الثريين باري وهوني شيرمان Barry & Honey Sherman جثتين هامدتين نتيجة تعرضهما للخنق شنقاً في منزلهما بمدينة تورونتو الكندية. ملابسات الوفاة كانت – وما زالت - بالغة الغموض، حيث ذُكر في بداية الأمر أن الوفاة حصلت نتيجة فعل إنتحار، ليؤكد أحد المحققين بعد مرور شهر أن الوفاة أتت نتيجة عملية قتل إرتكبها أكثر من قاتل واحد, وتحوم الشبهات حول أنسباء القتيلين بالنظر إلى وجود خلافات مستحكمة وعداوة متأصلة بين القتيلين وهؤلاء الأنسباء، مع عدة دعاوى قضائية لم يتم البتّ النهائي فيها حتى الآن، غير أنه لم يكن قد تم لغاية إعداد هذا الخبر تقديم أي دليل على ذلك، مع نفي الأنسباء الأمر بشدة... وقد ذكرت بعض المصادر أن القاتل الحقيقي قد يكون أحد المدمنين على عمليات القتل للمتتابعة serial killer دون دافع حقيقي (هذا النوع من الإجرام "رائج" إلى حدّ ما في أميركا الشمالية...)، على أن الأمر يبدو صعب التصديق بالنظر إلى أن القتيلين كانا من أغنى أثرياء كندا، وبالتالي فإن منزلهما حيث قضيا يحظى بحماية مناسبة، فضلاً من أن التحقيق رجح أن يكون هناك أكثر من قاتل، وليس قاتلاً "مختلّ" واحد... ومن هنا، فإن ثمة من يلمّح إلى أن الغاية من ترويج هذه للنظرية هي تبرئة ساحة أنسباء القتيلين المشتبه بأمرهم وحسب...
في مطلق الأحوال، وأي كان المذنب أو المذنبين، فإن هذه القضية المثيرة تأتي لتلحق الضرر البالغ بسمعة اليهود في كندا، سيما وأن باري وهوني شيرمان كانا من أكثر يهود البلاد شهرة وأوسعهم نفوذا على جميع الصعد، بما في ذلك الصعيد السياسي، مع إرتباطهما الوثيق بالحزب الليبرالي الحاكم للبلاد حالياً...
إعداد: نديم عبده.