مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 10 و24 حزيران/يونيو 2018

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار
هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا
ملاحظة: يغطي هذا التقرير فترة أسبوعين بدل فترة أسبوع واحد عادةً، ونعود إن شاء الله إلى التغطية الأسبوعية العادية مع التقرير القادم.
ن.ع.
اللوبي اليهودي في الفيليبين
أعتقال ثماني "إسرائيليين" ثم الإفراج عنهم بالفيلييبين في قضية لإختلاس بأبعاد عالمية النطاق
\أعتقلت السلطات الفيليبينية ثماني يهود "إسرائيليين" كانوا يشغّلون شبكة نصب وإختلاس خطيرة ذات إمتدادات في بلدان عديدة من جنوبي شرقي آسيا وأوقيانيا وأوروبا الشرقية، مع القيام بعمليات ترتكز على المتاجرة بالعملات المشفرة الإلكترونية cryptocurrencies ، وعمليات الإختلاس عن طريق "الخيارات الثنائية" binary options (أي المراهنة على تطور أسعار الأسهم على شكل ممارسة ألعاب الميسر والقمار، وهذه العمليات ممنوعة الآن، غير أنه لم يتم حظر ممارستها في "إسرائيل" إلا حديثاً نسبياً في تشرين أول/أكتوبر 2017، إثر تعرض الحكومة الصهيونية لضغوطات مكثفة من جانب البلدان الغربية بهذا الصدد، عقب حصول عدة حالات إفلاس وتهرب ضريبي وما شابه في تلك البلدان حصلت عن طريق هذه "الخيارات"...).
وكان هؤلاء اليهود يعملون إنظلاقاً من الفيليبين، مع تشغيل عدد من الفيليبينيين تم إعتقال العديد منهم أيضاً. وقد تبين أن عدد "الإسرائيليين" العاملين في بالفيليبين قد تزايد بالتزامن مع التضييق على عمليات الخيارات الثنائية بفلسطين المحتلة...
على أنه صدر قرار من المدعي العام بالفيليبين قضى بالإفراج عن "الإسرائيليين" لـ"نقص الأدلة"... ولم تتضح بعد ملابسات وحيثيات هذا القرار بالإفراج، لكن يحتمل أن يكون له صلة بقضايا وفضائح الفساد والرشوة في البلاد... مع ترجيح بأن تشكل القضية أحد المواضيع الساخنة على الساحة السياسية الفيليبينية، فضلاً عن البلدان التي يحمل جنسيتها ضحايا عمليات الإحتيال، علماً أن القضية بدأت بشكاوى تقدم بها بعض هؤلاء الضحايا، وقد خسر بعضهم كل أموالهم من جرائها.
ومن المحتمل أن لا تنحصر القضية على الفيليبين وحدها، ذلك أنه توجد مراكز مشابهة للمركز الفيليبيني في بلدان أخرى مثل بنما وبولندا وألبانيا والباهاماس وأوكرانيا وقبرص وصربيا، على أنه لم يكن قد إتضح لغاية الآن ما إذا كانت هذه المراكز متصلة بالمركز الفيليبيني موضوع الفضيحة، وما إذا كانت عمليات إحتيال تحصل عن طريقها...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
المرشح باتريك ليتل يتهم اليهود بتزوير الإنتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ بولاية كاليفورنيا بالتزوير
إتهم السيد باتريك ليتل Patrick Little الذي ترشح عن الحزب الجمهوري في الإنتخابات التمهيدية لتحديد المؤهلين لخوض إنتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا القيّمين على إجراء هذه الإنتخابات بالتزوير الفاضح، وذلك عن طريق التلاعب بالنتائج عبر الأجهزة الرقمية التي يتم بواسطتها التصويت. (الإنتخابات النهائية تجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ويخوضها المرشحان اللذان نالا أكبر عدد من الأصوات في الإنتخابات التمهيدية، وفق ما ينص عليه دستور ولاية كاليفورنيا)
وذكر ليتل أن الأجهزة المذكورة من إنتاج شركات تملكها رساميل يهودية و/أو "إسرائيلية"، وأن 96% من أصوات الإنتخابات في أميركا يتم الإدلاء بها بواسطة هذه الإجهزة. يضاف إلى ذلك أنه قد سبق وأن تم تقديم الدليل في تحقيقات تلفزيونية على إمكانية التلاعب بنتائج الإنتخابات التي تجرى بواسطة نلك الأجهزة، على أن الأمر لا يجدي كثيراً من الناحية القانونية إذ لا يمكن في أميركا التدقيق في برامج التصويت بحجة أن هذه البرامج سرية...
والمعروف أن السيد باتريك ليتل من السياسيين الأميركيين القلائل الذين ينادون بضرورة "إزاحة اليهود من السلطة" “remove the Jews from power, ، وتحرير أميركا من اليهود، وكانت إستطلاعات الرأي العام تعطيه 18% من الأصوات وتتوقع حصوله على المركز الثاني في الإنتخابات التمهيدية، فإذا بالإنتخابات تسفر بسحر ساحر عن سقوطه مع نيل أقل من 1% من الأصوات (ولو أنه حصل على أكثر من 50000 صوتاً، وهي نتيجة يمكن القول أنها محترمة، خصوصاً في ظل التزوير المرجح...).
ويعرض السيد باتريك ليتل مجموعة من الوقائع والقرائن التي ترجّح حصول فعل التزوير، ومن المحتمل أن يتقدم بدعوى رسمية للطعن. هذا، وتحدثت بعض الأنباء عن نيته الترشح للرئاسة الأميركية في إنتخابات 2020.
عائدات الصهر اليهودي لترامب وإبنته من الخارج
أفادت المعلومات الواردة من الولايات المتحدة بأن كلاً من إيفانكا ترامب كوشنير Ivanka Trump Kushner ، إبنة الرئيس الأميركي، وزوجها اليهودي جاريد كوشنير Jared Kushner قد حققا أرباحاً مالية بـ82 مليون دولار على الأقل خلال 2017 من جراء عمليات تجارية أجرياها خارج الولايات المتحدة – عمليات عقارية وإنشائية لجاريد كوشنير، وتسويق ملابس ومجوهرات تحمل ماركة إيفانكا ترامب بالنبسبة إلى هذه الأخيرة. وطرحت بعض وسائط الإعلام الأميركية تساؤلات في البدء حول مدى إستفادة الزوجين اليهوديين من قرابتهما للرئيس الأميركي من أجل عقد الصفقات، حيث من الواضح أن في الأمر تضارب في المصالح وفساد، قبل أن يتوقف أي كلام في الموضوع تقريباً رغم حساسيته البالغة... لاحاجة كثيرة إلى التعليق والإسترسال...
مال وأعمال
تيسلا تتهم أحد مستخدميها السابقين بممارسة التجسس والقرصنة
إستكمالاً لمسلسل الإلتباسات والإشكالات المتعلقة بشركة تيسلا Tesla الأميركية للسيارات الكهربائية، وهو "المسلسل" الذي ينفرد – أو يكاد – هذا التقرير بالإفادة عن تطوراته، وخاصة لجهة العلاقة التي يبدو أنها متوترة للغاية بالوقت الراهن بين مؤسس ورئيس الشركة إيلون ماسك Elon Musk وأوساط الأعمال والإعلام في أميركا، فلقد أعلنت الشركة عن توجيهها شكوى قضائية تتهم فيها أحد العاملين السابقين لديها بممارسة فعل التجسس والتخريب والقرصنة، وذلك عن طريق التلاعب بالبرامج المستعملة في سياق إنتاج السيارات. وقد رد المستخدم السابق بإقرار فعل التجسس، على أنه إدعى أنه فعل ذلك من أجل تحذير الرأي العام إزاء حقيقة ما يجري داخل الشركة التي تتعرض لحملة إعلامية مركزة من جانب الإعلام الإقتصادي اليهودي منذ أواسط 2016 تقريباً. ويدعي المستخدم السابق أنه "مطلق للإنذارات" whistlebower وحسب.
والجدير بالذكر أن بداية مشاكل تيسلا مع الإعلام قد تزامنت مع فسخ تيسلا في 2016 للعقد الذي كان يربطها بشركة موبيلآي Mobileye "الإسرائيلية" – حينها، وهي اليوم أميركية تابعة لشركة إنتل Intel لكنها ما زالت تعمل في فلسطين المحتلة- المنتجة لأنظمة المساعدة على القيادة بعد أن تسببت هذه الأنظمة "الإسرائيلية" بحوادث قاتلة مع سيارات من الشركة (تيسلا). وقد توالت منذ ذلك الحين الحملات الإعلامية اليهودية إجمالاً التي تشكك في مصداقية الشركة وقدرتها على الإستمرار، بينما كانت تيسلا تعتبر قبل ذلك من الشركات المالية "المحببة" إلى هذا الإعلام المالي الإقتصادي...
وكان هذا التقرير الأول وربما الوحيد في العالم الذي أشار إلى هذه المقاربة بالتحليل الموثوق حينها، مع متابعة التطورات.
وبالعودة إلى قضية ملاحقة المستخدم السابق لدى الشركة، فينتظر أن تنظر المحاكم بها قريباً، مع العلم بأن بعض وسائط الإعلام الإقتصادي البهودي في الولايات المتحدة تتناول الموضوع على نحو يبدو متعاطفاً إلى حدّ ما مع رواية هذا المتسخدم المتهم بالتجسس والقرصنة والتخريب...
زيارة رئيس مجموعة فولكزفاغن لفلسطين المحتلة
في سياق مساعي الشركات الألمانية لإسترضاء اللوبي اليهودي – الذي يبتزها على الدوام للحصول على "تعويضات" منها بحجة أن تلك الشركات تعاونت مع نظام الحزب القومي الإشتراكي "انازي" وأنها شغّلت أسرى الحرب اليهود في مصانعها إبان الحرب العالمية الثانية – ، قام الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة فولكزفاغن Volkswagen Group بزيارة إلى فلسطين المحتلة إلتقى خلالها برئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو وأدى مراسم تكريم ضحايا خرافة "الهولوكوست" المزعوم أمام النصب "التذكاري" الخاص بذلك، كما تفقد "المشاريع المشتركة" التي أقامتها المجموعة في "إسرائيل" بذريعة التعاون التكنولوجي، وبصورة خاصة في مجال الإلكترونيات والبرامج المعلوماتية. وقد تحدث رئيس المجموعة عن "المعاني الخاصة" لهذه الزيارة، بالنظر إلى أن فولكزفاغن أنشئت بالأساس بمبادرة من الزعيم الألماني الراحل الفوهرير أدولف هتلر Adolf Hitler الذي أخذ بإقتراح تقدم به البروفيسور فيردينان بورشيه Ferdinand Porsche لصنع سيارة شعبية ألمانية...
نذكر أن مجموعة فولكزفاغن تتعرض حالياً لمشاكل كثيرة لأتهامها بتزوير نتائج إختبارات غاز ثاني حامض الكربون المنبعثة من محركات الديزل في سياراتها – الواقع أن غالبية شركات السيارات كانت تعمد إلى أساليب مشابهة لتلك التي قيل أن فولكزفاغن إعتمدتها حسب رأي الخبراء، على أن هذه الأخيرة كانت الأكثر تعرضاً لمشاكل قضائية وجزائية من جراء الأمر – ومن أحدث التطورات على هذا الصعيد إلقاء القبض على رئيس سيارات أودي Audi التابعة للمجموعة لإتهامه بالتورط في "التزوير"...
كما أن مجموعة فولكزفاغن، أسوة بسائر شركات السيارات الألمانية، سوف تتأثر بالإجراءات التي تعتزم الإدارة الأميركية إتخاذها بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السيارات التي تصدر للولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تكون إحدى غايات الزيارة السعي لأن يتوسط اللوبي اليهودي الأميركي بالأمر للتخفيف ما أمكن من وطأة هذه الإجراءات...
أميركا تقاطع 14 شركة للمناجم مرتبطة بـ"إسرائيل"
تطبيقاً للتشريعات الأميركية المرعية الإجراء من أجل مكافحة الرشوة والفساد خارج الولايات المتحدة، قررت الإدارة الأميركية فرض مقاطعتها على 14 شركة تعمل في مجال المناجم – أي منع التعامل معها في اميركا وتجميد أصولها فيها –، وذلك لإرتباط هذه الشركات بالـ"إسرائيلي" دان غيرتلير Dan Gertler الذي تتهمه واشنطن بممارسة الرشوة والفساد على نطاق واسع في القارة الأفريقية، وبصورة خاصة في جمهورية الكونعو الديموقراطية، (في قطاع مناجم المعادن) التي يرتبط برئيسها بعلاقة عمل وثيقة على ما ذكر.
وأشارت وزارة المالية الأميركية إلى أن جمهورية الكونعو الديموقراطية خسرت عائدات بقيمة 1.36 بليون دولار بين 2010 و2012 بسبب بيعها معادن بأسعار دون مستوياتها الحقيقية في الأسواق العالمية إلى شركات مرتبطة بغيرتلير. وكانت الإدارة الأميركية بدأت تفرض إجراءات ضد هذا اليهودي وشركائه في كانون أول/ديسمبر 2017.
اللوبي اليهودي في هولندا
هيئة الإذاعة الهولندية تضطر إلى التراجع عن قول الحقيقة المجردة...
إضطرت هيئة الإذاعة الهولندية "أن أو أس" NOS التابعة للدولة والمتخصصة في إعداد البرامج والتقارير لحساب محطات الإداعة والتلفزيون الهولندية إلى نشر "تصحيحاً" لتقريرين صادرين عنها، حيث كانت ذكرت في أحدهما أن الأراضي التي يشغلها الكيان "الإسرائيلي" هي "محتلة"، وفي التقرير الآخر أن "إسرائيل" تهدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتدمير, ولدى نشر هذه الحقائق البديهية، والتي تكفي مراجعة بسيطة وسطحية لأي سرد تاريخي أو سياسي للأخبار للتاكد من صحتها، قامت قيامة الأوساط اليهودية في هولندا – بما فيها الأوساط المصنفة بالـ"يهودية اليسارية" – على هذه الهيئة، مع إتهامها بالإنحياز ضد اليهود و"إسرائيل"، ما جعل الهيئة تعود و"تصحح" تقريريها بالإفادة الخاطئة أن "إسرائيل" لم تمارس الإحتلال، ولم تهدد إيران بالتدمير...
بمعنى آخر، فإن الأسود أبيض والأبيض أسود بلغة اليهود، والجميع ملزمون بأن يأخذوا بالمعادلة اليهودية للأمورفي العديد من البلدان، وليس هولندا فقط، وإلا جرى إتهامهم بالعداء للسامية، مع جميع النتائج المادية التي يمكن أن تترتب على ذلك من شن حملات معادية وإبتزاز والمطالبة بتعويضات وما إلى ذلك...
إعداد: نديم عبده.